السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا دخلت متجراً سعودياً، وكنت تشتكي من ألم في الرأس، ورغبت في دواء «البندول» لتسكين الألم، أو تخفيض درجة حرارة جسمك المرتفعة، أو تخفيف التهابات إصابتك؛ فعليك أن تتأكد قبل أن تدفع مالك إلى البائع، فلم يعد مصطلح «البندول» حكراً على ذاك العلاج الكيمياوي، بل بات يُنافسه بندول من نوع آخر، أُطلق عليه «بندول الذنوب»، يُستخدم كما يدعي مروجوه «كدواء فعال لعلاج جميع الذنوب والهموم والألم والأحزان»، طبقاً لما دُوّن على علبته الخارجية.
وراج «البندول الجديد» بكثافة في المجتمع السعودي، وهو يحاكي منتج «البندول» العادي، إذ بدأت فكرته من خلال المُلتقيات الدعوية النسائية، بابتكار طرق دعوية جديدة. ويتكون هذا المنتج من علبة كرتونية، تُماثل حجم دواء «البندول»، طُبع عليها اسم «panadul”، لكن أُضيف أسفل الاسم التجاري للعلاج عبارة «لعلاج الذنوب»، ليفرّق بها عن البندول العادي. ولم يحدد مروجوه عمراً معيناً لاستخدامه، مؤكدين على غلافه أنه «دواء فـعّـال لجميع الفئات العمرية»، وكذلك لا يوجد تاريخ صلاحية لانتهائه، فهو «ساري الصلاحية حتى نهاية العمر». أما من جهة الرخصة له، فلم يجدوا إلا أن يكتبوا عليه أنه مرخص من «ملك الملوك».
وتكونت فكرة المُنتج الدعوي الجديد بحسب مُصنعيه، بعد قراءة كتاب بعنوان «التداوي بالاستغفار»، ووجدوا فيه «أُناس كيف تبدّلت أحوالهم من شقاء إلى نعيم، ومن تعاسة إلى سعادة، بفضل الله، ثم بفضل المداومة على الاستغفار». فأراد مروجوه بحسب ادعائهم «نشر هذا الدواء الفعّال، الذي لا يضاهيه دواء؛ ليعالج ما يعاني منه الإنسان من داء الذنوب».
وتحوي العلبة، التي لا يتجاوز ثمنها ريالاً واحداً، في داخلها على وصفة تحاكي الوصفات الطبية، لكن يُستغنى بها عن العلاج الكيماوي، تتضمن تعريفاً بالدواء، يقول فيه مروجوه أنه «الحل لكل من يعاني من داء الذنوب؛ ولكل من أغرقته المعاصي والآثام؛ ولكل من أجهدته المصائب والنكبات؛ ولكل من أثقلته الهموم والغموم؛ ولكل من ضاقت عليه الأرض بما رحبت؛ ولكل من ضاقت عليه نفسه بما حملت؛ ولكل باحثٍ عن السعادة الحقيقية فلم يجدها؛ ولكل من ضُيق في رزقه؛ ولكل من تمنّى الولد ولم يُرزق به؛ ولكل من أتعبه المرض سنين وأعواماً».
ويُذكر في الوصفة مجموعة من الأحاديث عن فضائل الاستغفار والألفاظ والصيغ الواردة عن النبي في هذا الباب، وأُسندت ببعض أقوال الصحابة والتابعين، وتختتم الوصفة المرفقة بالعلبة بعبارة «إنها أعجوبة»، فيما أضاف بعض مروجيه مسبحة تستخدم لعد الاستغفار، إلا أنها لم تنتشر كثيراً، رغبة في المحافظة على كُلفة إنتاجه في حدود ريال واحد.
ودفع انتشار المُنتج مراكز تسوق، إلى اقتنائه وتسويقه، وبخاصة خلال الإجازة، تزامناً مع المناسبات المنتشرة عادة في مثل هذه الأيام. فيما عمد بعضهم إلى مُحاكاته بمنتجات أخرى مشابهة تحت مسمى «مضاد حيوي»، ودوّن أسفله «فعّال يحط جميع خطاياك، ولو كانت مثل زبد البحر». واشترط «للحصول على نتائج إيجابية الاستمرار عليه». فيما نصح مروجوه باستخدامه مئة مرة في اليوم. ويحوي داخل علبته وصفة تحث على تسبيح الله. واستشهد بأحاديث نبوية في هذا الباب.
أما المُنتج الثالث المُستحدث في ذات المجال، فهو «كريم الأذكار»، والذي يبعث على الراحة والنوم الاطمئنان و«يحفظك من الشر ويُبعد عنك كل ما ضر»، على أن «يُستخدم الكريم يومياً قبل النوم، وعند الاستيقاظ». ويحوي وصفة فيها مجموعة من الأذكار، التي تُقال قبل النوم، وطرق استعمالها. أمام ذلك كله أنشأ عدد من مستخدمي الانترنت ملفات أطلقوا عليها «صيدلية الذكر»، تحوي طرق تصنيع المُنتجات، فيما يعمل عدد منهم على مُنتجات جديدة، لتنضم إلى سابقاتها.
،؛،
ودمتم
^__^